نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 229
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) أي أعرضتم عن العهد والميثاق (إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ) نصب على الاستثناء.
(وَأَنْتُمْ
مُعْرِضُونَ) وذلك أن قوما منهم آمنوا.
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ) لا تريقون (دِماءَكُمْ) وقرأ طلحة بن مصرف تُسْفِكُونَ بضم الفاء وهما لغتان
مثل (يَعْرِشُونَ) و (يَعْكُفُونَ).
وقرأ أبو مجلز
: تُسَفِّكُونَ بالتشديد على التكثير.
وقال ابن عبّاس
وقتادة : معناه لا يسفك بعضكم دم بعض بغير حق وإنّما قال (دِماءَكُمْ) لمعنيين : أحدهما إن كلّ قوم اجتمعوا على دين واحد فهم
كنفس واحدة.
والآخر : هو
أنّ الرجل إذا قتل غيره كأنّما قتل نفسه لأنّه يقاد ويقتصّ منه (وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) أي لا يخرج بعضكم بعضا من داره [ولا تسبوا من جاوركم
فتلجئوهم إلى الخروج بسوء جواركم] [١].
(ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ) بهذا العهد إنّه حقّ.
(وَأَنْتُمْ
تَشْهَدُونَ) اليوم على ذلك يا معشر اليهود.
(ثُمَّ أَنْتُمْ
هؤُلاءِ) يعني يا هؤلاء فحذف النّداء للاستغناء بدلالة الكلام
عليه كقوله : (ذُرِّيَّةَ مَنْ
حَمَلْنا)[٢] فهؤلاء للتنبيه ومبني على الكسرة مثل أنتم (تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) قراءة العامّة بالتخفيف من القتل.
وقرأ الحسن :
تُقَتِّلُونَ بالتثقيل من التقتيل.
(وَتُخْرِجُونَ
فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ) قراءة العامّة وهم أهل الحجاز والشّام وأبو عمرو ويعقوب
: تَظَّاهَرُونَ بتشديد الظاء ، واختاره أبو حاتم ومعناه تتظاهرون فأدغم التّاء في
الظاء مثل : (اثَّاقَلْتُمْ) و (ادَّارَكُوا).